بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
وعجل فرجهم
شرط الفوز بالجنة والنجاة من النار:
هناك أمور تعتبر مفصلية وأساسية في تحديد مصير الإنسان ليكون من أهل الجنة والكرامة الإلهية, أو يكون من الخاسرين أهل النار والذل الأبدي, وقد حددت سورة العصر هذه الأمور الأساسية, حيث اقسم تعالى بالعصر إن الإنسان في خسر إلا من كانت فيه صفات أساسية ذكرها في السورة الكريمة, ومن هذه الصفات التزامه بفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, يقول تعالى:
{والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر}
فلن يخرج من الخاسرين ليدخل في الرابحين إلا الذين كانوا يوصون بعضهم البعض بإتباع الحق, وهو فعل المعروف وترك المنكر. يقول الإمام الخميني "قده":
" الدعوة إلى الحق هي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, وهي واجب على جميع المسلمين".[2]
المؤمن القوي:
أداء هذه الفريضة تشكل أساساً في صنع شخصية الإنسان المسلم المؤمن القوي في طاعة الله تعالى, حيث يقول الإمام علي "عليه السلام" في وصيته للإمام الحسن "عليه السلام":
" وأمر بالمعروف تكن من أهله , وانكر المنكر بيدك ولسانك وباين من فعله بجهدك".
فان أداء هذه الفريضة سيؤثر في تعميق الالتزام بالحكم الشرعي في نفس الإنسان الآمر بالمعروف الناهي عن المنكر, وسيجعله واقفاً بقوة عند الحدود الشرعية, ثابتاً لا تهزه رياح الأهواء, وأما من ترك هذه الفريضة فسيكون كما أخبرت عنه الرواية عن النبي " صلى الله عليه وآله " :
" إن الله ليبغض المؤمن الضعيف الذي لا دين له. فقيل له: وما المؤمن الذي لا دين له ؟ قال: الذي لا ينهى عن المنكر" .